|
|
الزواج : كان يتميز قديما بميول كبيرة نحو ( الزواج من الأقارب ) بدافع
التقارب و التضامن الأسري المغلق , حيث أن المفضلة كانت بنت العم و لو أن
القران مع امرأة سواها لم يكن أمرا محظورا أو معابا , و مع الزمن تغيرت الكثير
من العادات القديمة في الخطوبة و الزواج , فبدل الزيجات التي كان يتم الاتفاق
بصددها بين عائلتي الخطيبين , أصبح الأمر يبنى على رغبة هذين الأخيرين في
تحقيق الاتحاد بينهما كزوجين , ورغم تأثر المجتمع بظروف الحرب و خصوصية الوضع
المعيشي للمخيمات و لازالت حفلات الزواج تظل مستمرة لمدة يومين أو ثلاثة
, أما بخصوص إتمام العقد , فيتم طبقا لنصوص الشريعة الإسلامية بحضور أولياء
الأمر و القاضي و شاهدي عدل و الوكيلين ( و كيل الزوج و وكيل الزوجة ) , و من
أهم الشروط التي ينبني عليها العقد هو أن " لا سابقة و لا لاحقة "( و ذلك
لمنع تعدد الزوجات ) , و المقصود هو أن زواج الرجل من المراة المعنية يلغي كل
زواج سابق له كما أن أي زواج لاحق له يعني طلاقها منه بصفة آلية . ولا يحضر
المعنيان لجلسة إتمام العقد , إلا أن القاضي يقوم شخصيا أو من خلال شاهدي العدل
بالتأكد من رغبتهما في هذا الزواج , و ذلك بعد مقابلة كل منهما على حدا , و
الحصول على توقيعه الشخصي على وثيقة قبول الزواج , و هذا الإجراء ( التوقيع
الشخصي ) من مستحدثات الثورة بقصد تجنب الزاج بالإكراه . حفل الزفاف :
ينطلق رسما بعد إتمام العقد و قراءة فاتحة الكتاب, حيث تطلق النساء العنان
لزغاريدهن التي تكسر ( صمت الليل الصحراوي ) و جرت العادة أن تتم كل
العقود في الليل . و يكون لون ملحفة العروس اسود وابيض و
تتزين و تخضب يداها بالحناء و تتحلى بما تملك من حلي تقليدية ( في لغالب هي من
الفضة و الأحجار الكريمة )و عصرية , أما العريس فيرتدي
دراعة بيضاء أو زرقاء و سروال تقليدي له حزام جلدي شد على
جيده و تدلى طرفاه حتى الكعبين , بخلاف السروال الذي تبقى أطرافه في حدود
الركبتين , كما يطوق جيده بلثام اسود نيلي و ربما تركه يتدلى بإهمال مقصود من
فوق كتفه , يحيط به الأصدقاء و الأقارب لتم زفافه هو أولا إلى الخيمة المخصصة
للحفل , و قبل الدخول تتولى إحدى النسوة قيادته ليلف بالخيمة سبع مرات من
الخارج ثم يدخل و يجلس في الزاوية الشمالية الغربية صامتا لا يتكلم , تاركا كما
جرت العادة مكانا يساره للعروس لتتبوأه حين مجيئها , و يستمر الغناء و
الرقص حتى ساعة متأخرة من الليل وهو الوقت الذي تزف فيه العروس وسط موكب من
الزغاريد و الأهازيج يسمى " الترواح " و عند باب خيمة العرس تدور معركة حامية
الوطيس بين فريقي العريس و العروس و يحاول فريق العريس إدخالها إلى لخيمة لتلحق
بالعريس بينما يحاول الفريق الأخر منعها من ذلك .. تغيرت هذه العادة اليوم حيث
أبدلت بتجاذب علم ابيض يعرف باسم البند و و
ينتهي اليوم الأول من الحفل حيث يتوقف الطبل عن الهدير و ينسحب الحضور و هم على
موعد الالتقاء مساء اليوم الموالي و لا يبقى مع العروسين إلا الأصدقاء المقربين
أو الأقارب لبعض الوقت ثم ينسحبون . وفي الليلة الأخيرة تقام مأدبة يستدعى لها
الأصدقاء و الأقارب و في المخيمات تتكفل السلطات الصحراوية بتوفير المستلزمات
الأولية للأسرة الجديدة . الاسم : يعد من المناسبات الأهم في المجتمع الصحراوي فبعد سبعة
أيام
من مجيء المولود الجديد ( ذكر كان أم أنثى ) تنظم الأسرة حفل العقيقية و ذلك
لتسميته , و يختارون سبعة أسماء عادة ما تكون أسماء الأعمام و الأخوال أو
الجدود أو أسماء أولياء الله أو شخصيات اجتماعية و قد أضيف إلى هذه لقائمة
التقليدية أسماء شهداء حرب التحرير الوطنية , ومن بين الأسماء السبعة يتم اختار
واحد عن طريق القرعة , إذ تقوم النسوة باختيار سبعة عيدان خضر ( طرية ) و كل
عود يحددون له اسما يرمز إليه ثم يناولون العيدان للام التي لم تكن حاضرة
أثناء التعيين فتختار إحداها و يتم ذلك ثلاث مرات و العود الذي أخذته
الأم في الجولة الثالثة هو الذي يحمل المولود الجديد الاسم الذي كان يرمز إليه
. الطلاق: يعتبر الطلاق عند الصحراويين أمرا عاديا إذ ما رغب الزوجان
أو احدهما في ذلك , ويتم طبقا لنصوص الشريعة الإسلامية ,ورغم أن تعدد الزوجات
مسموح به شرعا , إلا انه منبوذ في المجتمع و محاربا كما سبق و أن ذكرنا ضمن
شروط الزواج و إن كانت قد حدثت حالات لم يكتب لها النجاح . ومن العادات التي قد يراها البعض غريبة في الطلاق ,
أن المرأة المطلقة يقوم
ذويها بعد انتهاء عدتها الشرعية بإقامة حفل تنشد فيه ألاغاني و الأهازيج و
الرقص و تتزين المطلقة بأجمل الملابس و الحلي و الحناء و تجلس فوق منصة معدة من
أفضل و أجمل ما لدى أهلها و جيرانهم من أثاث في خيمة الاحتفال و النساء من حولها
يطلقن الزغاريد و ينافس بني العمومة و المعجبين بها في تقديم الهدايا التي تعرف
باسم " تعرقيبة "و يقام هذا الحفل نكاية بالزوج المطلق ورفع معنويات المطلقة و
للتأكيد على أن الطلاق لا ينقص من مكانتها و أنها ليست امرأة منبوذة بل بالعكس
, لأنها تلقى الدعم و المؤازرة من الجميع . |